إستخدام الرسم في العلاج النفسي : أداة للتواصل عندما يعجز الكلام عن التعبير News

إستخدام الرسم في العلاج النفسي : أداة للتواصل عندما يعجز الكلام عن التعبير

إستخدام الرسم في العلاج النفسي :  أداة للتواصل عندما يعجز الكلام عن التعبير

إن إستخدام الرسم أمر متداول ومتعارف عليه بين العاملين في نطاق الصحة النفسية. إن الأطباء النفسيين الذين يعملون مع منظمة أطباء العالم لا يشكلون إستثناء على ذلك. غالباً ما يستعملون هذه الطريقة المبدعة كأداة للعلاج مع الأولاد.

إن اللجوء إلى الرسم هوعنصر من العناصر التي تشكل ما يسمى بال”علاج عن طريق الفنون”: إن ذلك العلاج هو علاج نفسي يستخدم أنواع من الفن كأداة أولية للتواصل[1]. في سياق العلاج، تصبح الرسومات المستخدمة أدات من قبل الأطباء النفسيين لإنشاء طرق للتواصل والتعبير المشاعري. “إن الرسومات تستعمل كأداة لتوسيع الرؤية نحو المستقبل”. يمكن أن نستعملها مع الأطفال أو الراشدين. إن ذلك يساعد الأفراد على توسيع أفاقهم للمستقبل، ليعبروا عن تجاربهم، أمالهم وتوقعاتهم كما الصدمات التي تعرضوا لها في طفولتهم. إن ذلك يساعد الأولاد على التواصل والتعبير عن مخاوفهم عندما لا يجدون الكلمات للتعبير مشاعرهم.” شرحت شانتال عيد – إختصاصية نفسية لمنظمة أطباء العالم في لبنان

إن الرسومات التي تنتج على نطاق فردي أو في مجموعة، يمكن أن تعبر فعلاً عن شخصية الفرد. بالفعل فإن المعالج يأخذ بعين الإعتبار الكثير من المعلومات: ماذا يمثل ذلك، ماذا غفل عنه، الرموز، كيفية إستخدام الفراغ، إختيار الألوان وتصرف الولد عندما يرسم. بماذا بدأ الولد؟ هل كان هناك تردد؟ هل حذف أمر معين ولماذا؟ يجدرعلى المعالج أن يراقب الولد والأهم أن يتفاعل معه. “عادةً أقترح موضوعاً معيناً من ثم أسأل الأولاد أن يخبروني مثلاً قصة، كما يمكن أن أسألهم أن يرسموا لي عائلة: في معظم الحالات سوف يرسمون عائلاتهم من ثم أسألهم عن ماهم الأشخاص الرئيسيين؟ أطلب منهم أن يخبروني قصة، أن يفسروا لي إختياراتهم، الصلة بين العناصر، الخ. كل هذه الأمور توضح غوامض عدة.” أوضحت شانتال.

نلاحظ أن معظم الأولاد الذين يتم معاينتهم من قبل المعالجين النفسيين في منظمة أطباء العالم، إن كان في لبنان، الأردن أو فلسطين قد عانوا من صدامات مرتبطة بالحرب ولا يزالون يعانون من اوضاعهم المعيشية الحالية: أصبح البعض منهم لاجئاً، أم البعض الآخر يسكن في ظل الإحتلال الإسرائيلي. لقد شاهد العديد منهم تفجيرات، عمليات قتل، موت شخص من عائلتهم وعنف: بالتالي تأثر وضعهم الجسدي والنفسي. فتمظهر ذلك بمشاكل سلوكية مشاعرية ومشاكل مرتبطة بالقلق والضغط. إن المعالجة من خلال الرسم كأداة للتواصل تساعد على تحسين هذه العوارض وشفاء الولد. “نعمل على حماية الأولاد من مخاوفهم وإحترام أنفسهم، انها عملية طويلة ولا يمكن أن تكون فعالة إذا لم يعطي أهل الأولاد الثقة والتعاون التام مع الطبيب النفسي” أوضحت شانتال.

الثقة هي المفتاح الأنفع لعلاج فعاﱢل وناجح: الأطفال بحاجة أن يشعروا بالثقة كي يعبروا عن مشاعرهم. إن المعالج لا يستطيع أن يعمل إلا في بيئة مؤاتية مهما تم إستعمال أداة كالرسم والألعاب.

أقامت منظمة أطباء العالم مشروع الصحة النفسية في كل من لبنان، الأردن و فلسطين. يزود الاختصاصيون النفسيون معاينات فردية و جلسات دعم نفسي  بحين ينظم العاملون للصحة الاجتماعية جلسات توعية عن الصحة النفسية في المجتمعات. منذ بداية عام 2014، قدمت منظمة أطباء العالم اكثر من 8000 معاينة للنساء والرجال والأطفال


[1] http://baat.org/About-Art-Therapy