سوريا

السياق

لقد كان لحجم النزاع ومدته وتعقده آثار بعيدة المدى على الوضع الصحي في سوريا. بحسب مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية أن أكثر من 11.3 مليون شخص فى حاجة الى مساعدات طبية فورية فى جميع انحاء البلاد (لمحة عن الحاجات الإنسانية لعام 2018) .

وقد وُضعت الهياكل الأساسية الصحية تحت ضغط هائل وحيث أصبحت إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية وإمكانية الحصول عليها مهددة إثر انعدام الأمن والنزوح الجماعي للسكان فضلاً عن الهجمات الموجهة على المرافق الصحية والبنى الأساسية الحيوية التي تعتمد عليها الخدمات الصحية.

إن النقص الحاد في الكوادر الطبية والمعدات واللوازم الطبية يعيق بشدة تقديم المساعدة الطبية الأساسية. وعلاوة على ذلك، فإن انعدام إمكانية الوصول المستدام والممكن التنبؤ به إلى المناطق المحاصرة والمناطق التي يصعب الوصول إليها بحسب ما صنفتها الأمم المتحدة لا يزال يؤدي إلى تفاقم الاحتياجات الصحية في هذه المناطق.

الحصول على الرعاية الصحية الأولية الشاملة

تواجه سوريا نقصاً حاداً في الحصول على الرعاية الصحية الأولية الجيدة – بما في ذلك خدمات الصحة الجنسية والإنجابية والصحة النفسية – خاصة بالنسبة للمجموعات ذات الاحتياجات الصحية المحددة: السكان النازحون قسراً والأطفال دون سن الخامسة والحوامل والمرضعات والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ، والأشخاص ذوو الإعاقة والمسنون.

وقد تعطل النظام الصحي في البلاد بشدة منذ بداية النزاع، مما أدى إلى تشغيل أقل من نصف المرافق الصحية بشكل كامل في عام 2017، مما أدى إلى آلاف الوفيات التي يمكن تجنبها نتيجة الإصابات أو الأمراض.

ولا يزال السكان المتضررون من النزاع في جميع أنحاء البلاد، ولا سيما أولئك المشردين قسراً، يكافحون من أجل الحصول على الأدوية المنقذة للحياة (1 لمحة عن الحاجات الإنسانية لعام 2018) والعلاج المنتظم للأمراض غير المعدية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والأمراض المزمنة الأخرى. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، كانت الأمراض غير المعدية مسؤولة عن نصف الوفيات تقريباً في سوريا في عام 2017، متجاوزاً عدد الوفيات الناجمة عن الإصابات الناجمة عن الصدمات المرتبطة بالحرب(الموقع).

الصحة النفسية

وقد كان للتعرض لفترات طويلة للصراع والإجهاد وعدم اليقين أثر واضح على الرفاه النفسي للسوريين المتضررين من النزاع، وخاصة الأطفال(الموقع). وتقدر منظمة الصحة العالمية أن واحدا من كل ثلاثين شخصاً يعيشون في سوريا يعانون اليوم من حالات صحية نفسية شديدة، ويعاني واحد على الأقل من كل خمسة أشخاص من حالات خفيفة إلى معتدلة في الصحة النفسية مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق4. وهناك حاجة ماسة إلى دعم إضافي لمعالجة الاحتياجات المتزايدة للصحة النفسية داخل البلد، حيث يوجد نقص حاد في العاملين في مجال الصحة النفسية والمهنيين والمعالجين في المجال النفسي الإجتماعي.

 

العنف ضد البنى التحتية الصحية، وموظفي الصحة والمرضى

بعد سبع سنوات من النزاع، لا تزال المرافق الطبية والموظفون الصحيون والمرضى ضحايا للهجمات المستهدفة.

في عام 2017، قيل إن سوريا هي أخطر دولة في العالم لتكون عاملاً في مجال الصحة(لمحة عن الحاجات الإنسانية لعام ٢٠١٨). ويعمل المهنيون الصحيون في ظروف صعبة للغاية، مما يضع حياتهم في خطر لإنقاذ الآخرين.

ويؤدي استمرار الأضرار والدمار الذي لحق بالبنية الأساسية الصحية إلى وضع مرافق صحية قائمة تحت ضغط إضافي، مما يحد من قدرة الناس على الحصول على المساعدة الطبية الكافية ويؤثر بشدة على استعداد المرافق المتبقية وتوافر الموظفين لتقديم الخدمات.

المواقع

استجابتنا

تقدم منظمة أطباء العالم الخدمات الصحية من خلال الشركاء في سوريا منذ عام 2008، ووسعت نطاق الأنشطة بعد اندلاع الصراع في عام 2012.

واليوم، تستجيب منظمة أطباء العالم للاحتياجات الصحية الفورية لأكثر من 000 500 فرد من المتضررين من النزاع، في الوقت الذي تعمل فيه على إيجاد حلول دائمة لدعم تقوية نظام الصحة بالتعاون مع الجهات الفاعلة الصحية المحلية. وفي عام 2017، قدمت منظمة أطباء العالم الدعم لتوفير أكثر من 700000 استشارة.

وإلى جانب شركائها ، تتعامل منظمة أطباء العالم مع المسألة الحاسمة المتمثلة في الحصول على الخدمات الصحية واستمرار الرعاية من خلال تأمين الوسائل المالية لضمان الحفاظ على الخدمات الصحية، من خلال معالجة النقص في الأدوية المنقذة للحياة والإمدادات الطبية الأساسية، وذلك بدعم إعادة تأهيل البنى الصحية المتضررة وتوفير حوافز وتدريبات متخصصة لأكثر من مائة من المهنيين الصحيين داخل سوريا.

في عام 2018، تضمن منظمة أطباء العالم توفير خدمات الرعاية الصحية الأولوية الشاملة في محافظات إدلب وحلب وريف دمشق ودرعا والحسكة من خلال توفير الخدمات المباشرة ودعم المرافق الصحية المحلية والشركاء.وتدعم منظمة أطباء العالم اعتباراً من يناير 2018، بشكل مباشر وغير مباشر 22 مركزاً صحياً وفريقاً متنقلاً.

ويتم تقديم مجموعة واسعة من الخدمات الأساسية للأفراد ذوي الاحتياجات الصحية المحددة التي تفاقمت بسبب النزاع طويل الأمد، بما في ذلك السكان المشردون والمجتمعات المضيفة:

  • تحتاج النساء في سن الإنجاب – ولا سيما الحوامل والمرضعات – والأطفال دون الخامسة من العمر إلى متابعة طبية وخدمات طبية ملائمة، مما يمكن أن يكون له عواقب وخيمة عندما يقاطعها النزوح أو بسبب محدودية فرص الحصول على الخدمات الصحية المتخصصة. وتشكل الصحة الجنسية والإنجابية جزءاً لا يتجزأ من حزمة الرعاية الصحية المقدمة من المرافق التي تدعمها منظمة أطباء العالم، وتشمل الرعاية السابقة للولادة والرعاية بعد الولادة وخدمات تنظيم الأسرة.
  • قد يكون للنازحين – وخاصة المسنين – الذين يعانون مسبقاً من أمراض مزمنة قبل النزاع تفاقم شديد بسبب عدم القدرة على الوصول إلى الأدوية المنقذة للحياة أو العالج. ويواجه السكان الذين يعيشون في المناطق التي دمرت فيها البنى التحتية الصحية مخاطر مماثلة. تستجيب منظمة أطباء العالم من خلال توسيع مجموعة خدمات الرعاية الصحية الأولية الخاصة بها لتحسين الحصول على العلاج الجيد للأمراض غير المعدية.
  • تدرك منظمة أطباء العالم ضرورة تحسين توافر الدعم النفسي والاجتماعي وخدمات الصحة النفسية في جميع مجالات التدخل. وفي محافظتي إدلب والحسكة، تقوم بتوفير الخدمات النفسية والإجتماعية مباشرة – تكييف تدخلها مع الاحتياجات المميزة للرجال والنساء والفتيان والفتيات. وتعتبر منظمة أطباء العالم الصحة النفسية جزءاً لا يتجزأ من الرعاية الصحية الأولية.

الجهات المانحة الحالية