منظمة أطباء العالم تتعامل مع تأثير عنف المستوطنين على الصحة النفسية لسكان نابلس من خلال مشروع جديد

نتيجة للتصعيد في هجمات المستوطنين الإسرائيليينعلى القرى الفلسطينية و العمليات العسكرية في محافظة نابلس، قامت منظمة أطباء العالم – فرنسا بالبدء بمشروع جديد في شهر أيار من العام 2013،.  لتزويد الدعم النفسي و الإجتماعي للمجتمعات الفلسطينية الأكثر عرضة لهذا العنف. و قد بدأ هذا المشروع منذ شهر كانون الثاني من العام 2012 كمشروع تجريبي في تسع قرى، حيث تمت توسعته الآن ليشمل ثمانية عشر قرية و ذلك بفضل دعم مركز الطواريء في القنصلية الفرنسية.

 تهدف منظمة أطباء العالم – فرنسا في هذا المشروع الى التخفيف من أثر العنف خصوصا على الصحة النفسية للفلسطينيين و ذلك بالتعاون المشترك مع منظمات حقوق الإنسان. كما تهدف أطباء العالم – فرنسا للحد من الهجمات المستقبلية و ذلك بشجب العنف الذي قد ينتج عن المستوطنين و العمليات العسكرية و بالمطالبة بمساءلة المعتدين.

لقد كان عدد الإصابات و الخسائر للفلسطينيين في محافظة نابلس الناتجة عن هجمات المستوطنين  أكبر بأربع مرات في الربع الأول من العام 2013 منه في نفس الفترة من العام 2012 و ذلك وفقا لإحصائيات مكتب  الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).

كما أن التدخلات لقوات الأمن الإسرائيلية ، الإنتهاكات اللفظية و الجسدية، و المعاملة اللاإنسانية و المهينة، كل هذا  يساهم في خلق مناخ عام من الخوف و التهديد.

قام فريق أطباء العالم – فرنسا خلال فترة دراسة الاحتياجات في المشروع بالكشف عن أكبر التأثيرات السلبية التي ينتجها هكذا عنف على حالة الصحة النفسية للفلسطينيين.

” لقد قابلنا أناسا يعانون من علامات الإكتئاب، أعراض القلق، أعراض التوتر و إضطرابات ما بعد الصدمة. و قد زادت جميع هذه الإضطرابات النفسية بسبب تكرار أحداث العنف، و بسبب حصانة و إفلات المعتدين من العقاب، و شعور الفلسطينيين بالظلم و توقعهم لتجدد الإنتهاكات “.(ملكة الترك، المنسق الميداني لمنطقة نابلس ).

لذا إلتزمت منظمة أطباء العالم – فرنسا بتنفيذ مشروع لمدة سنة كاملة مستهدفة ثمانية عشر قرية من محافظتي نابلس و سلفيت، و التي من المرجح أن تشهد أحداث عنف، حيث سيتواجد الأخصائيون النفسييون و الإجتماعيون في المنظمة لتقييم الوضع بالتنسيق مع المجالس القروية إن لزم الأمر. وسيقوم فريق أطباء العالم – فرنسا بإجراءات وقائية وذلك بتنظيم جلسات تفريغ نفسي حيث يجتمع ما بين عشرة الى ثلاثين عضواً من المجتمع تتشكل في مجموعات أطفال، مراهقين، أمهات و آباء ليأخذوا المساحة الكافية للتعبير عن مشاعرهم و يتم إرشادهم إلى طرق سليمة للتحكم بهذه المشاعر.

كما سيكون فريق أطباء العالم – فرنسا خلال الفترة الأولية للتقييم و جلسات التفريغ قابلا للتعرف على معاناة الناس من الإضطرابات النفسية و من ثم تحويلهم لتلقي العناية و خدمات الصحة النفسية المتخصصة.

 ” قدم المستوطنون في إحدى المرات الى بيت إحدى العائلات الفلسطينية و قاموا بالاعتداء بالضرب على الأب و الأم حيث إستفاق طفليهما فجأة و اللذان كانا نائمين عند لحظة وقوع الحادث، و قد كان أول ما شاهده الطفلان هو إعتداء المستوطنين بالضرب على أبويهما مما عرض أحد الطفلين  الى صدمة شديدة  حيث عانى لاحقا من فقدان للذاكرة. و قد قمنا بتحويله الى خدمات الرعاية النفسية الخاصة “.(أخصائية إجتماعية في منظمة أطباء العالم – فرنسا).

 و تقوم منظمة أطباء العالم – فرنسا أيضاً بتوجيه و تحويل الناس المحتاجين للحماية القانونية، المعيشية، أو الدعم الزراعي الى المؤسسات الأخرى لتحفيز الإستجابة الإنسانية الشاملة.

و يمتد تدخل منظمة أطباء العالم – فرنسا الى أبعد من ذلك، خصوصا أن الأطفال معرضون للتوتر الناجم عن النزاعات و الصراع.

ستقوم منظمة أطباء العالم – فرنسا بتنظيم أنشطة نفسية إجتماعية و ترفيهية في المدارس الأساسية و ذلك بالشراكة مع وزارة التربية و التعليم و التعليم العالي – مديرية التربية و التعليم / جنوب نابلس.