خلق مساحة آمنة للأطفال للتّعبير عن مشاعرهم , في خضم العنف وعدم الإستقرار. News

خلق مساحة آمنة للأطفال للتّعبير عن مشاعرهم , في خضم العنف وعدم الإستقرار.

خلق مساحة آمنة للأطفال للتّعبير عن مشاعرهم , في خضم العنف وعدم الإستقرار.

تستأنف منظّمة أطبّاء العالم أنشطتها النّفسيّة- الإجتماعيّة في ستّ مدراس في محافظة نابلس.

تستأنف منظّمة أطبّاء العالم أنشطتها مع الاطفال من عمر 6- 12 سنة مع بداية الفصل الدّراسيّ الثّاني من العام الدّراسي, في مدارس “الساوية “و “دوما” و “اللبن الشرقية ” في محافظة نابلس وذلك بالشّراكة مع وزارة التربية والتعليم  العالي –  من خلال قسم الارشاد والتّربية الخاصّة  في مديريّة التربيّة  والتّعليم – جنوب نابلس . هؤلاء الاطفال الّذين يعيشون في قرى فقيرة ومعزولة، والّتي تتعرّض للعنف غالباً من قبل المستوطنين وقوى الامن  الإسرائيليّة, يحتاجون إلى مساحة مفتوحة  آمنة وسريّة للتّعبير عن مشاعرهم.

تعتبر محافظة نابلس المحافظة الأكثر عرضة لعنف المستوطنين في الضفّة الغربيّة , في عام 2013. أفاد مكتب تنسيق الشّؤون الإنسانيّة (أوتشا) بأن محافظة نابلس قد تعرضت الى 119  اعتداء . وقد أصيب تسعة وخمسون فلسطينيّاً, من بينهم سبعة عشر طفلاً بهذه  الاعتداءات . كما استهدفت هذه الاعتداءات المدارس أيضا; ففي شهر تشرين أوّل الماضي، تعرّضت مدرسة “جالود” الثانوية المختلطة للهجوم من قبل 30 مستوطناً, حيث كان 192 تلميذاً يحضرون الفصول الدّراسيّة فقد دبّ الذّعر في 25% من التّلاميذ بسبب الهجوم, ولم يتمكّنوا من العودة إلى المدرسة في الأيّام التّالية, حيث قام فريق من المرشدين التربويين بتنفيذ تدخلات طارئة مع الطلبة .

لقد تمكّن فريق أطبّاء العالم من كشف الآثار السلبيّة التي يسببها العنف على الحالة النّفسيّة  للأطفال الفلسطينيّين، وذلك  بفضل 15 عاما  من الخبرة في هذا المجال. يعمل الأخصّائيّون النّفسيّون، و الإجتماعيّون بانتظام مع الاطفال الّذين يعانون من اعراض نفسيّة ومشاكل إجتماعيّة مثل مشاعر عدم الإحساس بالأمان و اليقظة المفرطة و التّبوّل الّلاإراديّ و ضعف الإنتباه و النشاط المفرط و القلق وتدنّي مستوى التّحصيل الدّراسيّ أو الإنسحاب الإجتماعيّ.

خلال الفصل الأوّل من العام الدّراسيّ 2013- 2014، استفاد 3200 طفلاً في خمس عشرة مدرسة مختلفة من الانشطة النّفسيّة- الإجتماعيّة التي تنفذها منظمة اطباء العالم. وقد اوضحت شهيرة- اخصائية  اجتماعية في منظمة اطباء العالم تقوم بتنفيذ الجلسات مع الاطفال-: “نعمل مع الاطفال على تنمية التفاعل الاجتماعي و مهارات الاتصال و التواصل و حل النزاعات و تقدير الذات من خلال الرسم و لعب الادوار و الموسيقى و الالعاب التقليدية من اجل تحقيق هدفنا الذي يتمحور حول الوصول الى التوازن النفسي”. وقد لوحظ  تغيّر في سلوك الاطفال  عند متابعة هذه الانشطة . وقالت معلّمة من مدرسة “دوما” المختلطة: ” ارتفعت نسبة تفاعل ومشاركة الاطفال  في صفّي منذ بداية الانشطة”.

لقد شجّع القلق الّذي أعرب عنه الاطفال  خلال الجلسات فرق أطبّاء العالم للتّيقّظ بشأن حالتهم النّفسيّة- الإجتماعيّة. خلال الجلسات  يستطيع الاخصائيون الإجتماعيّون أن يحدّدوا الأطفال ذوي الإحتياجات الّنفسيّة- الإجتماعيّة،  والذين يحولونهم لمرشدي المدارس ليقدموا لهم الخدمات الارشادية , من فردية وجماعية ، واذا لزم الامر  يقوم قسم الارشاد  والتربية الخاصة بإحالة هؤلاء الاطفال الى مركز الصّحّة النّفسيّة المجتمعيّة  لضمان متابعة افضل لهم ،  وهذا يعبّر عن العمل المشترك  ما بين  مرشدي المدارس  و فريق منظمة اطباء العالم  وكلّ له دور مهم و داعم وضروري  مع الطلبة والاطفال. ولضمان متابعة أفضل للاطفال  الّذين يعانون من اضطرابات نفسيّة ، تعمل أطبّاء العالم على تعزيز خدمات الصحة النفسية للأطفال  والمراهقين, بالتّعاون مع أطبّاء العالم- سويسرا  والمركز الفلسطيني للإرشاد. تظهر الموضوعات المتكرّرة في رسوم الأطفال، مثل السّجن أو إعتداء الجنود، ضرورة دعم هؤلاء الأطفال على المدى البعيد.

يتوفّر أعضاء فريق أطبّاء العالم في نابلس عند الطّلب لإجراء المقابلات والزّيارات حول النّشاطات النّفسيّة-الإجتماعيّة لأطبّاء العالم في المدارس.