كان ابني يراقبني عندما كنت احترق ” سامر “ News

كان ابني يراقبني عندما كنت احترق ” سامر “

كان ابني يراقبني عندما كنت احترق ” سامر “

يمكن أن تؤدي الحوادث المنزلية إلى عواقب وخيمة على الأفراد والأسر.كما أن هذه النتائج يمكن أن تتفاقم نظراً للبيئة التي يتواجد فيها الضحايا: كيف يمكن لشخص أن يدفع العلاج المطلوب من دون توفر المواد المادية؟ بالنسبة لسامر كان السؤال الأهم هو: كيف سأقدم العون لعائلتي؟

 في أحد المجمعات لعيادة الصحة الأولية في الزعتري، كان رجل يجلس على السرير. يرفع بهدوء يديه في حين تغيير الممرضة الضمادات : أصيب بحرق من الدرجة الثالثة بعد إنفجار الغاز  وتم تدمير  منزله كلياً. “كان ابني يراقبني عندما كنت احترق، كان يصرخ: ” أبي يحترق! أبي يحترق! لم يلحق قرائبه هرباً بقي معي ” استذكر سامر

 منذ أن لجئ النجار إلى عيادة منظمة أطباء العالم، ثابر في المجيء كل يوم لكي يعالج الدكتور زين  يديه ووجهه.” عندما أتى المريض لأول مرة قلت له يجب أن تذهب إلى المستشفى” رفض أن يسمع وأصر، كان يريد أن يتم علاجه هنا… أخبرني أنه ذهب إلى المستشفى ولكن لم يستقبلوه، إذ كانت المستشفى محملة فوق طاقتها. اضطررت أن أقبل سامر تحت رعايتي. لأنه لم يكن هناك خيار أخر وحالته كانت خطيرة: لم استطع أن اتركه هكذا” قال دكتور زين.

 وفقاً للمعالجين إن الحروق من الدرجة الثالثة في الوجه واليد هي معايير للقبول في وحدة الحروق في المستشفيات . في الظروف العادية، كان سامر سوف يعالج في هذه الوحدة. كان سيتم تطبيب جروحه كل ستة ساعة لأسبوعين من أجل أن يتم تجديد خلايا جلدته وكان قد تابع علاجه في عيادة مختصة . ولكن هذه ليست حالة سامر وسوف يستمر علاجه لفترة أطول. ” اننا نبذل قصارى جهدنا مع الوسائل المتاحة . هدفنا الأساسي هو أن يستطيع سامر معاودة إستعمال يديه بالطريقة الطبيعية لمعاودة عمله”  اننا نتأكد أن جلدته في تجدد دائم من أجل تفادي ما يعرف ب”مخالب الأصابع”  : يحصل ذلك عندما تصبح الجلدة قاسية جداً وتمنع الأصابع من التحرك. يمكن تفادي ذلك بمعالجة بالحرق والعلاج الفيزيائي” فسر دكتور زين.عندما سيتم معالجته كليا” , سيتم نقل ابراهيم الى منظمة  ” هانديكاب انترناشيونال ” لمتابعة جلسات العلاج الفيزيائي .

       تدلك الممرض  بلطف وجه سامر . لقد احترق ولكن بدرحة  خفيفة . ” إنني أزيل الأنسجة الميتة من وجهه عن طريق تطبيق الشاش الرطب . كما يساعد ذلك على تدليك الجلد والعضلات “. شرح أمجد . وفقا” للفريق الطبي , إن الشاغل الأول لسامر عند وصوله كان وجهه . ” في بعض الأحيان , المرضى الذين يأتون ليرونا محبطين : ليس لديهم عمل ولا علاقات. نؤمن لهم العلاج ولكن ايضا” الدعم النفسي الاجتماعي : نتفاعل معهم ونشعرهم بالإهتمام , نبني علاقة ثقة تساهم بنجاح العلاج . إذا لم يكن المريض مقتنع بعملنا ولا يؤمن بنا , سوف يكون من الصعب معالجته  .” أضاف فرج ممرض ايضا”

 أمجد وفرج  يمزحان مع سامر وولده البالغ من العمر أربع سنوات , هو أيضا” احترق في يده اليمنى وكتفه أثناء الحادث , بعكس والده  لقد تم قبوله في المستشفى إذ أتت حروقه  حادة اكثر . لقد ثم إحالته ويتابع الآن علاجه في عيادة منظمة ” أطباء العالم ” أمجد يضع المرهم على جرحه : إن الجلد يتجدد بشكل صحيح ويتعافى الصغير بسرعة . إن إعادة إستخدام يدي سامر أمر ضروري له ولحياته . أب ونجار لثمانية أولاد , يعد سامر المصدر الوحيد لتأمين لقمة العيش لعائلته . جراء الحدث , لم يتأذى سوى هو وإبنه جسديا” ولكن إن الحادث الذي يعاني منه يمكن أن يكون خطر على سلامة عائلته كلها .” كيف يمكن أن يؤمن إحتياحاتهم  ؟ “

  تستقطب الأردن أكثر من 600.000 سوري فروا من العنف من بلادهم وتسجلوا بمفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين .حسب السلطات الاردنية , سيكون حوالي المليون سوري موجودين في أرضهم . إن الوجود المفاجئ للعديد من اللاجئين السوريين يؤثر جديا” على القطاع الصحي الأردني  إذ لا يمكنه التأقلم مع هذه الضغوطات من حيث المتطلبات اللازمة و الخدمات المتوفرة وجودتها . تساعد  منظمة “أطباء العالم ” في التخفيف من هذا الضغط بتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية للاجئين السوريين والفئة المستضعفة من الأرديين من خلال عياديتين في مخيم الزعتري ومنطقة الرمتا.