الشفاء مع الحس الإنساني: ماذا يمكننا أن نفعل بعد ؟ News

الشفاء مع الحس الإنساني: ماذا يمكننا أن نفعل بعد ؟

الشفاء مع الحس الإنساني: ماذا يمكننا أن نفعل بعد ؟

مقابلة ألين كيروز، ممرضة لبنانية في الثامنة والعشرين من عمرها، تتحدث عن عملها في منظمة أطباء العالم 

 منذ الطفولة، ارادت ألين كيروز أن تكون ممرضة تابعةً خطى والدتها.  لطالما شكلت مساعدة الأخرين ضرورة لديها، فأرادت مساعدة الأطفال في أفريقيا . تحقق حلمها جزئياً عندما تخرجت من كلية العلوم للتمريض من جامعة القديس يوسف في لبنان عام ٢٠٠٦. لم تستطع الوصول إلى أفريقيا، ولكنها الأن ملتزمة في مساعدة اللاجئين السوريين وعائلات لبنانية مستضعفة  من خلال عملها في منظمة أطباء العالم في وحدة الإستجابة للطوارئ[1].

 إستناداً إلى خبراتك السابقة، ماذا تجدين مختلفاً في عملك مع منظمة أطباء العالم؟

الإنسانية. في منظمة أطباء العالم، لست فقط ممرضة تساعد الناس، أنا أيضاً انسانة تتفاعل مع الأخر. يمكن للناس زيارتنا في مراكز المنظمة. مما يوفر لي إمكانية  إكتشاف جوانب أخرى  للتمريض بالإضافة إلى الجانب النفسي . لكل من مرضاي قصة مؤثرة. يجب أن تتحلى بالصبر، أن تطمئنهم، تستمع اليهم وألا تخاف. حيث كنت أعمل، لم يكون لدي الوقت الكافي للإستماع إلى المرضى، إذ كان يجب أن أركز على الرعاية الطبية.

 ما هي التحديات التي تواجهك في عملك؟

البقاء على حيادية. اننا نعيش في بلد حيث الناس لا يستطيعون البقاء حياديين، إذ أنهم يتأثرون بواجهات نظر سياسية ودينية مختلفة. هذه الإختلافات قوية لدرجة أنها تؤثر على جميع جوانب الحياة  في لبنان. من خلال عملي في منظمة أطباء العالم، أتعلم أن أكون أكثر تسامحاً: ينبغي أن نساعد الناس بغض النظر عن الإختلافات. كما انني أتعلم أن أكون متفائلة عندما  أعمل مع اللاجئين السوريين على أساس يومي. أحاول ألا أتأثر بالحالة وأحافظ على التفكير الإيجابي.

 ما الذي يحفذك للمضي قدماً؟

“ماذا يمكننا أن نفعل بعد؟ ” هذا هو السؤال الذي يحفزني للمضي قدماً. كل حياة فريدة من نوعها. عندما أدرك أنه يمكنني أن اصنع تغيير في حياة شخص، استمد القوة بغض النظر عن الصعوبات.

 إذا أردت أن تختاري تجربة تأثرت بها في حقل عملك، ماذا تكون ؟

في تشرين الثاني ٢٠١٣، واجهت تجربة أثرت بي. كنا في عرسال[i].، حيث لجأ ٢٠٠٠ سوري، كان الوضع صادماً وكنت أشعر بأنني لا استطيع أن أفعل شيء . هل يمكنكم تخيل هذا العدد الكبير من الناس يجتاح المكان ؟ مع بكاء الأطفال…كانت الفوضى تعم المكان. ماذا كان باستطاعتنا عمله؟ كان ذلك محبطاً جداً، خاصةً اننا كنا محدودين بالموارد. حثتني هذه التجربة إلى التفكير في الحرب الأهلية في لبنان (١٩٧٥-١٩٩٠) حتى لو لم أعيشها. لا بدا أن الوضع كان مماثلاً وقتها. أدهشت وتسألت كيف إستطاع والدي النجاة.


[1] إن وحدة الإستجابة للطوارئ عبارة عن فريق طبي متألف من طبيب، ممرضة واخصائي إجتماعي. من مهامهم القيام بدوريات توعية صحية والتدخل في حالات الطوارئ (تدفق اللاجئين، تفشي الأمراض …) في لبنان.


[i] عرسال منطقة لبنانية تقع في شمال البقاع بقرب من الحدود السورية .