أصوات نساء من لبنان: ثريا
لكل بلد تقاليده وثقافته. من وجهة نظر خارجية، قد تبدو هذه التقاليد للبعض عالم جذاب بحد ذاته، وقد يعتبره البعض الأخر ظاهرة غريبة. ولكن، أياً كانت وجهة النظر، تؤدي بعض هذه التقاليد إلى جعل حياة المرأة صعبة.
*ثريا، إمرأة لبنانية في الرابعة والخمسين من عمرها، تأتي من قرية صغيرة محافظة وتقليدية في جنوب لبنان. في سن السابعة عشرة، تزوجت ثريا من رجل من نفس مستواها العلمي، وبما أنها حازت على لقب “إمرأة متزوجة” لزم عليها أن تنجب مولود ذكر .
لسوء حظها، لم ترزق إلا بفتيات، فعانت من ضغوطات عدة من زوجها وعائلتها كي تنجب المولود المنتظر. ولكن عبثاً حاولت فأنجبت ثمانية فتيات. مع مرور الوقت، ونظراً للوضع الحالي، أصبح زوجها عدائياً وعنيفاً معها ومع بناتها . وبعض أن انجبت الفتاة الثامنة، قرر أن يتزوج إمرأة أخرى إذ وجب عليه المحافظة على سمعته، وأن يكون أباً “لولي عهد” .في يومٍ غير متوقع ، و في الوقت الذي كان زوجها إرتبط بإمرأة أخرى، انجبت ثريا صبياً .
واجهت ثريا تحديات وصعوبات عدة قبل أن تنجب ابنها : من تقاليد الإنجاب في المنزل إلى الضغط والعنف…انجبت ٩ مرات، لوحدها مع مساعدة جاراتها… من دون مساعدة طبيب، ولا قابلة و من دون أي متابعة طبية. لحسن حظ ثريا لم تعاني من أي مضاعفات و تمت عملية الإنجاب بخير.
بما أن تربية ٩ أولاد ليس بالأمر السهل، توجب على الأسرة أن تناضل بإستمرار لكسب العيش، خاصةً أن الوالد أرسل إلى السجن .توجب على ثريا واخوتها البقاء سوياً للإهتمام بالمنزل ودفع رسوم الدراسة. فقررت تزويج بناتها، لتخفيف عبء المعيشة. ولكن ما لبست أن أدركت أنها لا تريد أن تعاني بناتها من الضغوطات التي مرت بها.
” تعلمت أنه يجب أن نتوقف من إنجاب الأولاد إلى هذا العالم بعشوائية. انها مسؤولية بحد ذاتها ولم يعد مسموحاً بأن نعاني من هذا النقص في الوعي. كل شخص مسؤول عن قراره، بغض النظر من أين يأتي “
تعمل مؤسسة عامل الدوليّة وأطباء العالم على تعزيز الولادة الآمنة والحصول على التنظيم الأسري لجميع النساء في لبنان. للأسف ما زال يوجد الكثير من التفاوت وعدم المساواة في المجتمع. كما تشيران إلى هذا التفاوت وتهدفان إلى توعية الناس عن هذه القضايا من خلال جمع ونشر قصص النساء اللواتي لم يحصلنّ على خدمات طبيّة اثناء فترة الحمل والولادة و اللواتي لا يعرفنّ عن التنظيم الأسري أوليس لديهنّ الحق بالحصول عليه
*لقد تم تغيير الإسم للحفاظ على الخصوصية