أصوات نساء من لبنان: أسماء
في شهرآذار، بمناسبة اليوم العالميّ للمرأة ، أشارت مؤسّسة عامل الدوليّة وجمعية أطبّاء العالم أنّ النّساء اللواتي يعشن في لبنان لسن متساويات في الحصول على الولادة الآمنة و تنظيم الأسرة. تعمد مؤسّسة عامل الدوليّة وجمعية أطبّاء العالم على تجميع وتبادل قصص هذه النساء بهدف رفع مستوى الوعي لدى الجمهور وكذلك لدى صانعي القرار والمتبرّعين الدّوليّين.
*أسماء، هي عاملة مهاجرة من السودان تسكن في لبنان منذ عشرة سنوات. قصتها قصة العديد من النساء اللواتي ليس لديهن إمكانية الحصول على خدمات الرعاية الصحيّة المكلفة في لبنان ، لا سيما في إطار الولادة الآمنة و موضوع تنظيم الأسرة.
أسماء في الأربعين من عمرها. نشأت في الخرطوم، وتزوجت في سن الخامسة عشرة. رزقت طفلتها الأولى في أوائل العشرينات. انجبتها من دون مساعدة أي طبيب. عندما سافر زوجها للعمل في لبنان، بقيت في السودان لوحدها مع ابنتها الصغيرة لعدة سنوات، محاصرة بسبب الأزمة السودانية. تمكنت في الأخير من الوصول إلى لبنان، ولكن من دون أن تحصل على تسمية “لاجئ شرعي”، فحرمت من المساعدة والحقوق.
منذ سنة ونصف انجبت أسماء في لبنان ولدها الثالث. لم تستطع أن تؤمن كل شهر ٤٠٠٠٠ ليرة للمشاورات والفحوصات الطبّيّة، فشكّل لها هذا الوضع تحدّي حقيقياً. عندما كانت على وشك الإنجاب، ذهبت إلى المستشفى التي أوصى بها طبيبها النسائي، لم يسمح لها موظف المستشفى من الدخول، إذ لم تكن تملك النقود الكافية. كانت على وشك الإنجاب على أرض المستشفى، لو لم يتدخل طبيبها النسائي. توجب على زوجها دفع ١٨٠٠ دولاراً لاحقاً. تأثرت أسماء جراء هذه التجربة المحزنة والمريرة وتفضّل عدم تذكرها.
*لقد تم تغيير الإسم للحفاظ على الخصوصية