اليوم العالمي للصحة النفسية: الصحة النفسية يجب أن تكون أولوية في سياق الأزمة السورية
بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، تشدد منظمة أطباء العالم على ضرورة أن تكون الصحة النفسية أولوية في حالات الأزمات كما يمكننا أن نواجه في سياق الأزمة السورية. إن الصراع السوري المستمرّ يسفر عن عواقب نفسية هائلة على ملايين المدنيين وليس ذلك فحسب، إنما من الأرجح أن تنتشر هذه العواقب على مرور الأجيال. الحاجات شاسعة والموارد محدودة. على هذا النحو، لا تكتفي منظمة أطباء العالم فقط بتقديم خدمات الدعم النفسي الإجتماعي والدعم المباشر للصحة النفسية ضمن سوريا والبلدان المجاورة، إنما تدعو كذلك للاستثمار اللازم في تطوير أنظمة صحة نفسية عالمية شاملة، قادرة على توفير خدمات فعالة وسهلة الوصول وذات تكلفة مقبولة.
بعد ست سنوات من الحرب والتعرض المستمر للصدمات النفسية، تعاني سوريا من أزمة لا يمكن إهمالها في ما يتعلق بالصحة نفسية. أدى الصراع الدائر إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان وتزايد الاحتياجات الإنسانية في سوريا وفي البلدان المحيطة. وتقدر الأمم المتحدة أن 6.3 مليون شخص نازحون داخلياً في البلد، وأن ما مجموعه 13.6 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية داخل سوريا. إن اختبار المعارك البرية الجارية، والغارات والقصف المستمر يسبب بلا شك مستويات عالية من الضيق النفسي بين السكان السوريين. إن عدم ملاحظة ذلك وعدم علاجه قد يفسح في المجال مع الأسف لمستويات أعلى من المشاكل على صعيد الصحة النفسية داخل المجتمع.
على الرغم من أهمية حاجات الصحة النفسية والحاجات النفسية الإجتماعية، إلا أن القدرات الوطنية ضمن سوريا والبلدان المجاورة محدودة للغاية ولا يمكنها استيعاب جميع الحاجات والفجوات. لذلك، فإنها تعتمد بشكل كبير على الوكالات العالمية والجمعيات غير الحكومية لتوفير خدمات الدعم النفسي الإجتماعي والصحة النفسية.
كما أشارت “فرانسواز سيفينيون”، رئيسة منظمة أطباء العالم إلى أن “الأزمة السورية تؤثر /على ملايين الأشخاص داخل البلد وخارجه، لذلك، فإننا نعتقد بأن نوعية الصحة النفسية والدعم النفسي الإجتماعي يجب أن تكون سهلة الوصول وذات تكلفة مقبولة للأشخاص المحتاجين لهذه الخدمات. إن هذا سبب وجودنا في المنطقة وسبب تركيز أنشطتنا على تقوية إدماج خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الإجتماعي ضمن مستوى الصحة الأولية”. كما أضافت: “لا يمكن للصحة النفسية أن تكون خياراً في نزاع طويل الأمد كهذا. يجب أن تكون أولوية مستدامة منذ الآن وخلال السنوات القادمة. “
إن منظمة أطباء العالم، كجهة فاعلة في مجال الصحة ومستجيبة للأزمة السورية ، وكجهة تدعم مباشرة الشركاء المحليين، تدرك المنظمة ضرورة دمج الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي كمكون حيوي في خدماتها الصحية. وخلال الأشهر الستة الأولى من عام 2017، نجحت منظمة أطباء العالم في توفير 13,481 استشارة في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي للمستفيدين الذين يحتاجون إلى دعم و / أو علاج في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي ، داخل سوريا وفي البلدان المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين. وعلاوة على ذلك، باعتبار الاحتياجات الحالية والمستقبلية للسكان المذكورين، تقوم منظمة أطباء العالم بدور ناشط في دعم إرادة الحكومات الوطنية لتطوير و/ أو إعادة هيكلة البنى التحتية للصحة النفسية بشكل عام. وبذلك، توصي منظمة أطباء العالم بإعطاء الأولوية السياسية والاستثمارات للمجالات التالية:
• التكامل السليم لخدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الإجتماعي على مستوى الرعاية الأولية في سوريا وفي البلدان المجاورة.
• التشجيع والدعم لتطوير ولتنفيذ استراتيجيات، سياسات وتشريعات وطنية للصحة النفسية.
• دعم، تطوير، تدريب وبناء قدرات الموارد البشرية المطلوبة للصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي.
• التشجيع، التعاون، والاستثمار في البحوث الميدانية للصحة النفسية والدعم النفسي الإجتماعي.
• زیادة التمویل لضمان أن خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الإجتماعي المناسبة تستجیب بشکل مناسب للاحتیاجات القائمة.