فلسطين: قطاع غزة، إستحالة إعادة الإعمار
بعد مرور عامين على العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في صيف ٢٠١٤، والتي راح ضحيتها ما يقارب ١٥٠٠ فلسطينياً، لا يزال القطاع يرزح تحت الدمار. يقف الحصار القائم على قطاع غزة منذ ٢٠٠٧ في وجه إعادة إعمار البنى التحتية عموماً، والبنى التحتية الطبية خصوصاً، بالإضافة إلى إعادة إسكان أكثر من ١٠٠،٠٠٠ شخصاً خسروا منازلهم بسبب حرب ٢٠١٤.
تمّ هدم أكثر من ١١،٠٠٠ منزلاً في قطاع غزة خلال ٥١ يوماً من القصف الجوي الشديد في شهري يوليو وأغسطس من عام ٢٠١٤. أمّا اليوم، فلقد أعُيد بناء أقل من ١٠٪ من المنازل، ولا يزال أكثر من ٧٥،٠٠٠ فلسطيني بلا مأوى. كما وأنّ هناك أحياء بأكملها داخل القطاع لا تحصل على المياه الجارية. بالإضافة إلى ذلك، لقد تضرّرت المرافق الصحية؛ من أصل ٣٢ مستشفى في غزة، تضرّرت ١٧ مستشفى و٥٨ مركزاً صحياً خلال الحرب. لم تتم إعادة بناء المستشفيات والعيادات بعد. كما ويعاني سكان قطاع غزة من عدم وجود فرص للحصول على الرعاية الصحية. أمّا أوضاع الأطفال في غزة والذين يشكلون نصف عدد السكان الذي يبلغ مليون ونصف نسمة، فهو وضع يدعو للقلق الشديد. عدد من هؤلاء الأطفال لم يعرف غزة سوى تحت الحصار، كما وليس بإمكان الأطفال الذي يحتاجون إلى علاج صحي عاجل، الخروج خارج غزة لتلقيه.
بالإضافة إلى ذلك، لقد شلّ الحصار الوضع الإقتصادي في غزة. تصدير البضائع من داخل القطاع إلى الخارج غير ممكن. يشهد معدّل البطالة في القطاع الخاص إنخفاض دائم، ويسجل معدّل البطالة أكثر من ٤٠٪.
وعليه، فإنّ منظمة أطباء العالم والمنظمات الدولية أعضاء “عايدة” وهي رابطة منظمات التنمية الدولية العاملة في فلسطين، تستنكر تأخّر عملية إعادة الإعمار خلال سنتين بعد الحرب. كما وتدعو هذه المنظمات، الحكومة الإسرائيلية إلى رفع الحصار على غزة القائم منذ ١٠ أعوام والذي يحرم الفلسطينين من الخدمات الأساسية التي يحتاجون.