الحاجة الملحّة لهدنة دائمة
فيما تتضاعف الهدن وجهود إعادة إحياء عملية السلام التي تتلاشى، يستمرّ المدنيون بدفع الثمن الباهظ للنزاع السوري وتبقى العمليات الإنسانية خطرة. تطالب المنظمة أطباء العالم بهدنة مستدامة لتسهيل العمل الإنساني ولحماية السكّان.
يوم الخميس في الخامس من أيار، أدّى قصف مخيّم للنازحين محاذٍ لمدينة سرمدا في محافظة إدلب إلى قتل 25 شخص وجرح العشرات. تقول د.فرانسواز سيفينيون، رئيسة منظمة أطباء العالم “إن استهداف المرافق الصحيّة والإنسانية يوميّ تقريباً منذ 5 سنوات. إن قرار مجلس الأمن الذي تم التصويت له الأسبوع الماضي لحماية المستشفيات هو خطوة أولى لكن يجب اتخاذ إجراءات ضدّ الأطراف المتنازعة وإلّا سيستمرّ الوضع بالتدهور”.
كما تزداد عرقلة الجمعيات والشركاء الميدانيين في الوصول إلى الجرحى ومرافق العناية ونشر المساعدة. في حلب، وضع القصف المكثّف السكان تحت حصار فيما على حدود البلدان المجاورة، لا يمكن للمدنيين الهرب من الحرب الأهلية التي سببت حتى الآن نزوح أكثر من 270000 شخص.
وتختم:”تتكاثر مخيمات النازحين على الحدود التركية وأصبحت مكتظّة، أصبح السكان منهكون ووضعهم الصحيّ يتدهور. سيسمح فتح الحدود إلى البلدان المجاورة وإلى أوروبا بالاستجابة إلى إلحاح الوضع ونشر المساعدة الإنسانية. لكن الحلّ الوحيد القابل للتنفيذ يبقى سياسياً، على الرغم من التأجيلات الدبلوماسية الحالية.”
فيما تقترب نهاية الهدنة الحالية في حلب، وفي صدد التحضير للمجموعة الدولية لدعم سوريا في الـ17 من أيار في فيينا، تطالب منظمة أطباء العالم إرساء هدنة دائمة. نحن نعيد التأكيد على ضرورة جعل أماكن العناية محمية بشدّة بما يتوافق مع القانون الدولي لحقوق الإنسان لحماية هؤلاء السكّان.
**************
في سوريا، أنشأت منظمة أطباء العالم عيادات ثابتة ونقّالة للتعويض عن نقص البنى التحتية في شمال البلاد وتوفير عناية صحية أولية وعناية بالصحة الإنجابية للسكان في محافظة إدلب. كذلك تدعم المنظمة شركاء سوريين وتساهم بتجهيز المراكز الصحيّة والمستشفيات التي ما زالت تعمل في محافظات حلب وإدلب ودرعا بالأدوية والمعدّات والمواد الاستهلاكية المنتقصة بشكل حاد في هذا الوقت من الحرب.