قصص التبول اللاإرادي
يعتبر كل من الأطفال والشباب، بمثابة الفئات الأكثر تأثراً من الحروب، إذ انهم في عمر حساس يتشربون الصدمات والعنف بطرق عدة. ترافقهم ذكريات الحرب الأهلية السورية أينما يذهبون… فتلاحقهم أصوات الرصاص والقنابل… مما يذكرنا أن الأثار تبقى بعد مرور الزمن …وتتغلغل في طيات حياتهم.
على سبيل المثال، لاحظ فريق الصحة النفسية في عيادتنا في مخيم الزعتري،الأردن أن إحدى الأثار هي التبول اللاإرادي، المعروف بالتبول اللاإرادي الليلي. نظراً للعدد الملحوظ من الحالات التي تشكل إزعاجاً للأطفال والأهل، وجد فريقنا ضرورة القيام بنشاط للأطفال الذين يعانون من ذلك (من عمر الخمس سنوات وما فوق(. إذ أن التبول اللاإرادي لمن هم تحت سن الخامسة، أمر طبيعي ولا يتطلب العلاج.
يهدف النشاط إلى التخفيف من عدد عوارض التبول اللاإرادي، الحد من التوتر الناجم، تحصين المساعدين، الأهل والأطفال على السيطرة على المشكلة. كما يزود الأهل بالنصائح حول التغيير السلوكي الايجابي، حول كيفية أخذ السوائل ويتم تحفيزهم إيجاباً مع الأولاد. يتم إنشاء نظام مكافأة ورزنامة لمتابعة التقدم الذي احرزه الولد. كما انهم يقومون بحملات توعية حول مواضيع أخرى (مثل: السيطرة على الخوف…). بالتزامن مع الأهل، يتم العمل مع الأطفال. إذ يشرحون لهم كيفية عمل جسم الإنسان ويساعدوهم على التعبير. كما ويؤمنون لهم الدعم النفسي والمتابعة الطبية الضرورية.
يتم ذلك طبعاً، وهم مدركين أن أي ولد متعرض لصدمة، بغض النظر عن السبب، يجب أن يشعر أنه محبوب ومدعوم. شارك العديد من الناس ببرنامجنا، وخلف هذه الأرقام كل شخص لديه قصة… قصة مثل مها، عمر، فاطمة، والعديد من الأولاد…
مها– والدة لثلاث أطفال، لاجئة سورية تعيش في مخيم الزعتري، الأردن
” كانت ابنتي تخاف مني، لأني أعاني من داء الصرع. مررت بعدة أزمات. كنت أشعر بالسوء عند رؤية ابنتي خائفة مني .ماذا كنت استطيع أن أعمل؟ لم أكن استطيع السيطرة على نفسي ولكن كان بإمكاني التخفيف من وطأة الحال على إبنتي. عندما لاحظت أنها تعاني من عوارض التبول اللاإرادي، اصطحبتها إلى عيادة منظمة أطباء العالم. تابعت البرنامج بنجاح. تعلمت بمساعدتهم، كيفية السيطرة على خوفها بالتدرج. بدأت في التعبير عن نفسها، تعلمت أن اعطيها المزيد من الإهتمام. عند إنتهاء البرنامج، تحسنت طفلتي الصغيرة التي تحلم الأن أن تكون طبيبة لمساعدة الأطفال “
عمر، ثماني سنوات، لاجئ سوري يعيش في مخيم الزعتري، الأردن
“كنت أخاف أن أخسر منزلي في مخيم الزعتري من جديد. عندما أتيت إلى العيادة، شعرت بالتحسن. لم أعد وحيداً، بات لدي أصدقاء. تحدثت مع أمي أكثر وكل ليلة باتت إلى جنبي، تساعدني. عندما أكبر أريد أن أصبح مهندس لإعادة بناء سوريا.”
فاطمة، ١٠ سنوات، لاجئة سورية تعيش في مخيم الزعتري، الأردن
” كنت أخاف من الظلام، الأن لدي مشعل. تساعدني أمي عندما أريد أي شيء، أحب المجيء إلى العيادة . أصبح الجميع هنا اصدقائي”