الفتاة الصغيرة خلف النافذة
شهادة من ريم النكشبندي، عاملة إجتماعية في مخيم الزعتري، الأردن
أن تكون عامل إجتماعي في مخيم الزعتري، الأردن ليس مجرد وظيفة تستيقظ كل يوم لممارستها. بالنسبة لي، انها فن التواصل مع الناس… أن تكون قريب منهم… فن بناء الثقة معهم من أجل مساعدتهم.
تطبيقياً هو أن تقول: “أنت لست لوحدك، أفهم ما تمر به، أشعر بك، أنا هنا لمساعدتك. لنجد ما الأنسب لك، لنتكلم، أنت حر في إختيارك. لنتبع السير للأمام” إن العامل الإجتماعي يتكون من الناس الذي يقابلهم، من القصص التي يسمعها ويحاول حلها … لهذا السبب أود مشاركتكم بقصة فتاة صغيرة التقيتها. فتاة صغيرة تركت أثراً كبير في قلبي…
أمل، فتاة صغيرة من سوريا، تعيش في مخيم الزعتري، الأردن، لا يمكنها أن تمشي. عندما التقيتها للمرة الأولى، كانت جالسة على كرسي متحرك، لا تبتسم على الإطلاق.لم تستطع أن تمشي منذ الصغر، ولم يجد الأطباء حلاً لمعضلتها. كانت عنيفة مع الجميع حتى أن أمها لم تستطع التواصل معها. لم ترد أمل أن تكلمني، ولكن في كل مرة أردت الذهاب كانت تحثني للبقاء على طريقتها… خلف مقاومتها للحصول على المساعدة، كانت أمل تطلب يد العون . بعد عدة زيارات، سألتها أن ترسم شيء تحبه، فكرت قليلاً ثم رسمت هذه الرسمة:
ألقت نظرها علي وفسرت لي: “إن هذه النافذة هي نافذتي، يمكنني أن أشاهد الأولاد الذين يلعبون”
لم أتخيل يوماً أن الألوان يمكن أن تكون حزينة بهذا الشكل. بعد أن رسمت ذلك، كانت سعيدة ولو لبرهة . فجأةً لمست ما معنى أن الحل لألمك ليس بعيد. نظرت إليها وقلت: ” أنت لا تستطيعين أن تمشي الأن، ولكن يمكنك أن تفكيري، أن ترسمي… يمكنك أن تفعلي العديد من الأمور… أنت أميرة صغيرة خلف نافذتك”
وإذا بنظرتها الحزينة تتحول إلى بصيص فرح. قد تعتقدون أن هذه الجملة، هذه الرسمة ليست مهمة نسبةً لفتاة لا تستطيع أن تمشي. ولكن أشهد كيف أن هذه الكلمة البسيطة كان لها أثر كبير في التغيير. كانت الخطوة الأولى للوصول إلى عالمها. ومن هذا إليوم، أصبحت أكثر إستعداداً للحصول على الدعم التي هي بحاجة له…