الشّتاء يسيطر على الشّرق الأوسط, ويفاقم بؤس النّازحين والّلاجئين السّوريّين
خيام عصفت بها الرّياح, المباني غمرتها المياه, ومستوطنات غطّتها الثّلوج, وأصبحت في ما بعد مستنقعات موحلة. إنّ وصول فصل الشّتاء هذا العام مفاجئ وقاسٍ في الشّرق الأوسط, ويفاقم بؤس النّازحين والّلاجئين السّوريّين.
أوّلاً, إنّ الطّقس القاسي في سوريا يؤثّر بشكل فظيع على 6.5 مليوناً سوريّاً نازحاً داخل البلد. يعيش الكثير منهم حاليّاً في مخيّمات مؤقّتة, وخيام غير مؤهّلة لفصل الشّتاء, ويفتقدون إلى أنظمة التّدفئة الأساسيّة. لقد لاحظ فرق أطبّاء العالم إرتفاع في الزّكام,إلتهاب البلعوم, إلتهاب الحنجرة, والإنفلونزا في المخيّمات في شمال منطقة إدلب, قرب الحدود التّركيّة. وقد أوضح الدّكتور حمزة, المشرف الطّبيّ لدى أطبّاء العالم,” أنّ هذه العدوى تتطوّر بسبب البرد وإكتظاظ المخيّمات.” ولا يمكن معالجة الأمراض الشّائعة نظراً لصعوبة إرسال كمّيات ملائمة من الأدوية! وقال رولاند جونيه, المنسّق العام لدى أطبّاء العالم في سوريا, ” حيث أنّ هناك المزيد والمزيد من الأشخاص الّذين يمرضون, فإنّ القتال وسوء الأحوال الجويّة في المنطقة يمنعنا من دعم مراكزنا للرّعاية الصّحية كما ينبغي.”
في مخيّم الزّعتري في الأردن,أوت أكثر من 3000 عائلة سوريّة في الخيام حتّى منتصف شهر تشرين الأوّل, بينما معظم سكّان المخيّمات يعيشون حاليّاً في القوافل. في الأسبوع الماضي, أوقعت الرّياح عشرات الخيام, وغمرت الأمطار الغزيرة بعضها الآخر.وصف زكري, المراقب في إحدى مراكز الرّعاية الصّحيّة في الزّعتريّ وساكن في المخيّم, الوضع حيث قال, ” يبحث النّاس الّذين كانوا يعيشون في الخيام عن مأوى في قوافل الأقارب, الّتي هي مكتظّة حاليّاً.” وقد أضاف, ” نحن نشعر بالذّلّ في هذا الوضع, لأنّنا معرّضين للرّياح والمطر.و يمكن لحياتنا اليوميّة أن تتعطّل بسبب سوء الطّقس.”
لقد أثّرت العاصفة “أليكسا” والإنخفاض في درجات الحرارة على مئات الآلاف من الّلاجئين السّوريّين الّذين يفتقدون إلى السّكن الملائم المعرّض بشكل خاصّ للبرد. وقد حلّل بابتيست هانكورت, المنسّق العام لأطبّاء العالم في لبنان, ” أنّ التّأثير كبيرٌ على أرض الواقع حيث البنى التّحتيّة للبلد ليست ملائمة لمواجهة هذا الوضع. ولسوء الحظّ,تتوفّر بعض أجهزة التّدفئة للّاجئين في الّلحظات الأخيرة فقط, حيث أنّ توزيع المساعدات معقّداً ويتباطئ مع إنذارات الطّقس الرّديئة.والطّرقات مقطوعة في الممرّات الجبيلّة, وتستطيع السّيّارات أن تقود فقط في أوقات معيّنة من النّهار.”
بغضّ النّظر عن العقبات والثّغرات الّتي لا تزال قائمة, فإنّ الوضع الصّحّي تحت السّيطرة في الأردن وكذلك في لبنان. حيث تراقب فرق أطبّاء العالم عن كثب ” إستهلاك الأدوية في مراكز الرّعاية الصّحيّة”, لمنع أيّ نقص واستباق الإحتياجات. ومع ذلك فإنّ أطبّاء العالم معنيّ بشكل كبير بتدهور الوضع الصّحيّ للسّكان المعرّضين للهجوم في سوريا.